شب يلدا ( اطول ليلة في السنة )
التعريف ب"شب يلدا"
يلدا كلمة سريانية تعني الولادة، وهي في هذا الإطار تشير إلى ولادة الشمس التي تهزم الليل أو رمز للنور الذي يهزم الظلام.
شب يلدا (شَبِ يَلْدَا)، وتعني "ليلة يلدا" .. أطول ليلة في السنة يحييها بعض الاقوام منذ آلاف السنين. ففي ايران والبلدان التي تتقاسم معها نفس الثقافة يُطلق على أول ليلة من فصل الشتاء اسم"شب چله"أو "شب يلدا"
وهي التي تتزامن مع ليلة الانقلاب الشتوي. وفي التقويم الإيراني، الذي يتطابق مع التقويم الطبيعي، كان هذا الانقلاب الشتوي على الدوام، وعبر كل العصور، يوافق ليلة الثلاثين من الشهر الإيراني آذر (الموافق لـ 21 دجنبر) وصباح اليوم الأول من الشهر الإيراني دي (الموافق لـ 22 دجنبر). ليلة "يلدا"
اصل التسمية
كلمة "يلدا" مأخوذة من السريانية، وتعني "الولادة". أما كلمة "چله" مأخوذة
من "چهل" (أربعون) [معجم محمد معين، ذيل كلمة چله]، ومخفف كلمة "چهله"، وهي
تعني انقضاء فترة زمنية معينة، وليس بالضرورة انقضاء أربعين يوماً. لكن
بعض المصادر التاريخية تشير إلى أن الإيرانيين القدماء كانوا يقسمون السنة
إلى تسعة أشهر من أربعين يوماً.
الحوادث الكونية المتعلقة ب"شب يلدا"
في الواحد والعشرين من كانون الأول ( ديسمبر) في هذا الوقت تسقط أشعة الشمس بشكل عاموديّ على مدار الجدي وبالتالي يتلقّى النصف الجنوبي كمية اكبر من الأشعة الشمسية بعكس النصف الشمالي، ويكون فصل الشتاء في النصف الشمالي ويكون فصل الصيف في النصف الجنوبي، ويزداد طول النهار في النصف الجنوبي بعكس النصف الشمالي حيث يكون النهار قصيراً والليل طويل.
في ليلة شب يلدا تصل الشمس خلال الدوران السنوي للكرة الأرضية إلى أسفل نقطة في الأفق الجنوبي الشرقي، والتي تُعرف بنقطة "الحضيض"، مما يؤدي إلى قِصَر النهار وزيادة في مدة ظلمة الليل. لكن، بداية من فصل الشتاء أو الانقلاب الشتوي، تعود الشمس مجدداً إلى الناحية الشمالية الشرقية، مما ينتج عن ذلك زيادةً في ضياء النهار وقِصَراً في مدة الليل. بعبارة أخرى، تطلع الشمس خلال الشهور الستة الأولى، أي من بداية فصل الصيف إلى بداية فصل الشتاء، في كل يوم من مكان أدنى قليلا من محلها السابق في الأفق، إلى أن تصل في الأخير، في بداية فصل الشتاء، إلى أدنى حد جنوبي لها على بعد 23,5 درجة من الشرق، أو "نقطة الاعتدالين" . ومن هذا اليوم فصاعداً، ينعكس مسير تحولات طلوع الشمس، ويعود مرة أخرى نحو الأعلى ونقطة التحول الصيفي.
يتزامن ذلك مع وصول الشمس خلال الدوران السنوي للكرة الأرضية إلى أعلي نقطة في الأفق في النصف الجنوبي من الكرة الارضية
واختصارا لما يتزامن شب يلدا مع حدوث اطول ليلة في النصف الشمالي للكرة الارضية و اطول نهار في النصف الجنوبي للكرة
الاحتفال بـ"شب يلدا"
توجد الكثير من الاساطير في العالم التي تحول تفسير هذة الظاهرة و مع كل ظاهرة و مع كل اسطورة هناك احتفال و الظاهر ان معظم الاحتفالات مرتبط بالشمس و الاله الذكر و لكن يمكن تقسيم الاحتفالات و الاساطير إلي قسمين و هما :
الاساطير و الاحتفالات المتعلقة ب"شب يلدا" في الثقافة الفارسية
الاساطير
"يلدا" والأعياد التي تقام في هذه الليلة هي طقوسٌ قديمة كان يحييها أتباع الديانة الميترائية في إيران، منذ آلاف السنين. ووفق هذا المعتقد فإن "يلدا" هي يوم ميلاد الشمس، وأصبحت فيما بعد ذكرى ولادة "ميترا" أو "مهر".
يقع هذا العيد في الشهر الفارسي "دى" وكان هذا الاسم في عهد ما قبل زردشت يعني "الخالق"، وأصبح يفيد، فيما بعد، معنى "خالق النور".
و كانت اساطير الديانة الزردشتية تتحدث عن اإلهين متضادين الاول هو "اهورامزاد" و هو اله الخير ويتجلي في النور و الضوء و الشمس و الثاني هو آهرمان و هو الة الشر و تجليته تكون في البرد و الظلمة و الالهين متحاربان طوال الوقت
و في الاسطورة فان اهورامزاد يهزم آهرمان في ذلك اليوم و بالتالي يبدء النهار في الازدياد و الليل في النقصان
الاحتفالات
وتتوارث الأجيال طقوس الاحتفال التي تركز على اجتماع شمل الأسرة التي يتصدرها كبار السن كرمز لكهولة الشمس في فصل الخريف، وسرد القصص وقراءة الشعر طوال الليل وحتى بزوغ النهار.
وتشهد هذه الليلة الكثير من الفعاليات مثل قراءة الشاهنامة (سيرة الملوك) للشاعر الملحمي ابوالقاسم الفردوسي وديوان الشعار حافظ الشيرازي الذي يتفاءل به الإيرانيون. فضلا عن سرد القصص والحكايات على لسان الآباء والأجداد.
ويعدّ الشاعر حافظ الشيرازي من الشعراء المحبّبين لدى الشعب الإيراني،
إذ يعتقدون بفأله و يزورون قبره في شيراز. ويُذكر أنه سمي حافظ نسبة لحفظه
للقرآن الكريم واستلهامه أبياته وقصائده الشعرية منه، ولهذا يلجأ
الإيرانيون إلى فأله ويصدقونه.
كما تقام فعاليات أخرى مثل الطبخ وسرد القصص للأطفال وما شابه، فضلا عن قراءة القران، كما يقوم البعض بالزواج في هذه الليلة.
كما أن تناول الفواكه والأطعمة منها الرمان الذي يعتبر سيد المائدة ثم البطيخ الأحمر والعنب والكاكي والزعرور الجرماني والمكسرات والشاي، وكل ما يميل لونه إلى الأحمر لون الشمس، وإقامة مراسيم وحفلات أخرى هي مما يجعلهم يسهرون هذه الليلة.
ويعد
البطيخ الأحمر جزء مهم من عادات يلدا حيث يعتقد الناس بأن تناول البطيخ
ولو بكميات قليلة في هذه الليلة يحميهم من الاصابة بالزكام والنزلات
الصدرية طيلة فصل الشتاء. ذلك فضلا عن الرمان والعنب والمكسرات وغيرها.
ومن الضروريات التي تصحب هذا التجمّع الأسري هي مشاركة الأقارب وخاصة كبار السن، وذلك يرمز إلى شيخوخة الشمس في نهاية الخريف. يقوم الفرد الأكبر سنًّا في العائلة، وفي العادة يكون الجدّ بأخذ الفأل لجميع أفراد العائلة من ديوان حافظ حافظ الشيرازي، وهم يقرأون أبياتاً من أشعاره وقصائده، وذلك من أجل أن ينتابهم السرور والحظ السعيد في الحياة.
الاساطير المتعلقة ب"شب يلدا" في الثقافات الاخري
يتزامن شب يلدا مع هبوط انانا السومرية و عشتار البابلية إلي العالم الاسفل و حدوث الكثير من الطقوس لاجتلاب روح الخصب و النماء
و في رما قديما كان هناك عيد ساتورن ويعرف عيد ساتورن في الأساطير الرومانية بانها احتفالات قديمة كانت تُقام سنويًا للإله ساتورن إله الحصاد. وكانت الاحتفالات تبدأ في يوم 17 ديسمبر وتستمر يومين، ولكنها أصبحت تمتد إلى أسبوع فيما بعد. وربما نشأت أصلاً عن كلمات شكر كانت تُرَدَّد في الاحتفال بذكرى الزراعة الشتوية
يحيي بعض الناس في نيُوإنجلاند ذكرى الأسلاف في 21 ديسمبر، وهو يوم وصول المهاجرين الأوائل إلى نيوإنجلاند في بِليمُوث وذلك عام 1620م.
المصادر
https://www.almayadeen.net/news/misc/1368131/%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%8A--%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A9-%D9%8A%D9%84%D8%AF%D8%A7--%D9%88%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%89%8A%D9%88%D9%86-%D9%81%D9%8A%D9%87%D8%A7
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-42466064
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%A7%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%86_(%D8%B9%D9%8A%D8%AF)
https://www.marefa.org/%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق