الاستنباط و الاستقراء

إقرأ أيضًا

نستكمل اليوم الحديث عن الفلسفة و ادواتها من المنطق و سوف نتحدث اليوم عن المنطق الاستنباطي و الاستقرائي و لكن دعنا في البداية نتخيل حوار بين الفيلسوف A و الفيلسوف B
يقول الفيلسوف A : كل المعدن تتمدد بالحرارة
فيرد الفيلسوف B : ما دليلك علي ذلك
فكيف يرد الفيلسوف A علي ذلك ؟
في الحقيقة فانه سوف يقول احدي هاتين اما ان يقول ان
تعريف المعادن انها فلزات تتمدد بالحرارة و تنكمش بالبرودة ( مقدمة )
اذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( نتيجة )
وهنا قد استخدم الفيلسوف A المنطق الاستنباطي
او ان يقول انه المشاهدة و التجربة  تقول ان الحديد وهو معدن يتمدد بالحرارة ( مقدمة 1 )
وتقول المشاهدة و التجربة ايضا ان النحاس وهو معدن يتمدد بالحرارة ( مقدمة 2 )
اذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( النتيجة )
و هنا قد استخدم  الفيلسوف A المنطق الاستقرائي
السؤال هنا ما هو المنطق الاستنباطي؟ و ما هو المنطق الاستقرائي؟ و ما ادواتهم؟
و لنبدء بالمنطق الاستنباطي
وهو انتقال الذهن من قضية أو عدة قضايا ( المقدمات ) الي قضية اخري ( النتيجة ) وفق قواعد المنطق مثل :
كل المعادن تمتدد بالحرارة ( مقدمة 1 ) ( عام )
الحديد معدن ( مقدمة 2 )
اذن الحديد يتمدد بالحرارة ( نتيجة )  ( خاص )
و ليس بالضرورة ان يكون انتقالا من العام الي الخاص او من الكلي الي الجزئي و يكون قام علي التعريف مثل :
تعريف المثلث انه شكل ثلاثي الاضلاع ( مقدمة )
اذن مستحيل و جود مثلث رباعي الاضلاع ( نتيجة )
أدواته
1_ الانتقال من العام الي الخاص
2_ التعريف
و الآن بعدما أنهينا المنطق الاستنباطي نذهب الي المنطق الاستقرائي و هو
احد اشكال الاستدلال الذي ينتقل من الجزئي إلى الكلي مثل :
المشاهدة و التجربة تقول
1_ الحديد الذي هو معدن يتمدد بالحرارة ( مقدمة1 )
2_ النحاس الذي هو معدن يتمدد بالحرارة( مقدمة2 )
اذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( نتيجة )
اي هو الحكم علي الكلي بما يوجد في جزيئته جميعا و هو الاستقراء الصوري الذي ذهب اليه ارسطو
ادوات الاستقراء
1- المشاهدة
2_ التجربة
و في النهاية اود ان اوضح فرقا مهماً بين المنطق الاستنباطي و المنطق الاستقرائي وهو أن المنطق الاستنباطي يفيد الجزم و القطع اما المنطق الاستقراء لا يفيد الحزم و القطع بل يفيد الشك حتي و لو اتفق كل البشر عليه ولديه اخطاء منطقية مثل التعميم